الرئيسية يساعة 24 6 أشهر نقلت “حسناء” من الفودكا إلى “البرقع”

6 أشهر نقلت “حسناء” من الفودكا إلى “البرقع”

كتبه كتب في 21 نوفمبر 2015 - 19:50

قبل أِشهر قليلة لم يسمع أحد شيئاً عن فتاة تسمى حسناء أية بولحسن، ولكن بعد العملية الأمنية التي انتهت بمقتلها في شقة سان دوني شمال العاصمة الفرنسية باريس، فجر الأربعاء، خاصة بعد الأنباء الأولى التي تحدثت عن تفجيرها نفسها، لتكون أول انتحارية في فرنسا، أصحبت ابنه الضواحي الباريسية المعقدة، أشهر من نار على علم، خاصة في ظل ماضيها الذي لم يكن ليرشحها لهذا المصير، وفق ما أوردت صحيفة لوموند الفرنسية، التي حاولت التعرف على سرّ تحول حسناء من مدمنة فودكا، إلى متطرفة داعشية.
وفي تحقيقها عن الشابة التي ولدت في 1989، والتي مرت بمشاكل اجتماعية كبيرة قبل أن تحرز شهرة كبيرة بعد موتها، كانت حسناء نموذجاً عادياً لشباب الهجرة الممزق بين المشاكل العائلية، والتفكك الأسري، والانفلات الأخلاقي، فمن بيت الأسرة، إلى آخر بأمر قضائي بعد افتراق والديها، انتقلت للتورط مع رفقة السوء والجريمة الصغيرة، التي تسببت لها في مشاكل المخدرات، مع عصابات الأحياء في مدن موزيل وستراسبورغ في شمال فرنسا.

جيش وراب
ولأنها لم تكن تتكلم العربية، وتعجر حتى عن التحية أو قول كلمات بسيطة بلغتها الأم لم يعرف عنها ارتيادها الأماكن التي تجمع المهاجرين من أصول عربية، بل كانت على العكس من ذلك تحلم بالانضمام إلى القوات المسلحة الفرنسية، وهو ما فشلت في تحقيقه بسبب إدمانها الفودكا، وقلة انضباطها ومشاكل المراقص وسهرات الديسكو.
وعلى صفحتها على فيس بوك، كانت تُفاخر حسناء حتى بداية السنة الحالية 2015، حسب صحيفة لوموند، “بقدراتها الفنية والغنائية” وتأكيدها أنها ستصبح “في يومٍ قريب نجمة الراب الأولى في فرنسا”.
ولكن هذه “المسيرة” توقفت سريعاً في 2015، واستبدلت الفتاة المتمردة، بنطلون الجينز وقبعة الكاوبوي، التي جلبت لها لقب “فتاة الكاوبوي” بحجاب إسلامي، قبل أن تنتقل بعد شهر واحد، إلى” البرقع” أي الزي النسائي الطالباني، وفق الصحيفة، والذي يُغطي “كامل جسمها ووجهها وترتدي القفازات السود في يديها”.

نحو سوريا
وبعد قطيعة مع وسائل التواصل عادت الشابة الجديدة، إلى فيس بوك لتعلن في أغسطس (آب) 2015، بعد نشرها صورة حياة بومدين رفيقة أحمدي كوليبالي الذي نفذ الهجوم على المتجر اليهودي في باريس، وبعد هربها إلى سوريا، نيتها وعزمها على الانتقال إلى سوريا “إن شاء الله في القريب العاجل” عبر تركيا، ولم يفت الصحيفة أن ترصد أخطاء اللغة التي ارتكبتها الشابة الداعشية الجديدة، رغم أن كل ما دونته لم يتجاوز سطراً واحداً.
وتُضيف الصحيفة بعد الفودكا والانفلات، انتقلت حسناء، إلى البرقع الطالباني، ما يكشف حجم الهوة التي فصلت بين حياة الشابة الفرنسية وحجم التحول القاسي الذي عرفته، رغم تأكيد الكثيرين من محيطها أن ذلك لم يكن سوى أحد مظاهر تمرد هذه الفتاة وليس قناعةً أو التزاماً دينياً.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *