الرئيسية مواقف وأراء الغش يكتسح التعليم بالمغرب.. من يتحمل المسؤولية؟

الغش يكتسح التعليم بالمغرب.. من يتحمل المسؤولية؟

كتبه كتب في 10 يونيو 2019 - 16:30

الغش في الإمتحان من بين المخاطر التي دقت آخر مسمار في نعش منظومتنا التعليمية.فلم تعد هذه الأخيرة حبيسة الثانويات والاعداديات فقط، بل تجاوزت ذلك إلى اكتساح الكليات وحتى المعاهد.وإلى غاية هذا السطر عزيزي القارئ قد يخطر ببالك ان تتسائل عن الأسباب اللي ساهمت في استفحال هذه الظاهرة في منظومتنا التعليمية باختلاف جميع مستوياتها. لذلك اسمح لي بتسليط الضوء على بعض من هذه الأسباب التي تراءت لي انها تبدو مهمة وأنها ساهمت بشكل او بآخر في ما وصل إليه قطاع التعليم من تدني بوطننا  الجريح .

قد لايكون من السليم ان نقوم بتعداد الأسباب المسببة لظاهرة الغش دون ان نبدأ بدور العائلة والمحيط  في حياة التلميذ الدراسية. إن تعريض التلميذ لوطأة الضغط من لدن عائلته بداعي أن الدراسة نجاح وسقوط. تجعله يلجئ لحلول غير أخلاقية تتمثل في الغش.أما بالنسبة للسبب التالي فما هو إلا نتاج لفشل المدرسة كمؤسسة .أعني بذلك فشل المدرس والمقرر معا في جعل التلميذ يستقيم على سلوك المثابرة والاجتهاد وتعزيز الثقة في نفسيته وهو الذي قد كان سلفا ضحية لثقافة الزنقة التي تعتبر الغش دهاء.أما السبب الثالث فقد رغبت بدوري كما كنت سترغب عزيزي القارئ بتحميل المسؤولية كاملة للمسؤولين عن قطاع التعليم . ولكن الأقدار شاءت دون ذلك . فقد حدث أنني أرقن هذه الحروف التي تقرأها الآن على حاسوبي. فصادفت خبرا مفاده أن نائبا برلمانيا من حزب العدالة والتنمية ضبط في حالة غش وهو يجتاز امتحانات الباكالوريا . وذلك مقدرا للمثل الشعبي الذي يقول”الفقيه اللي نتسناو براكتو ذخل للجامع ببلغتو ”

بالمعرفة ترتقي الشعوب وإذ كنا نرغب بحق اللحاق بكوكبة الدول النامية على الأقل. فعلينا معالجة منظومتنا التعليمية من جميع ما قد يجعلها ضعيفة وقائمة على أسس غير متينة . وعليه يجب إحداث تغيير شامل في منظومة التعليم لتساير العالم في ما وصل اليه من تقدم في شتى المجالات المعرفية.بالإضافة الى تشكيل رابط يجمع الأسرة بالمدرسة. باعتبارهما مؤسستين تساهمان في توجيه التلميذ في مساره الدراسي.

وعندما نستشعر تطبيق  هذه الحلول على أرض الواقع .حينها فقط سيمكننا القول أننا قد صرنا على قطيعة مع الغش كظاهرة ، ومع التخلف بشكل عام ،ومع سياسة التكليخ بشكل أعمق .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *