الرئيسية يساعة 24 معرض الكتاب يستعيد ذكرى “فقيد الثقافة الأمازيغية” محمد المنوّر

معرض الكتاب يستعيد ذكرى “فقيد الثقافة الأمازيغية” محمد المنوّر

كتبه كتب في 24 فبراير 2019 - 19:13

وصف علي بنطالب، المؤرخ ورئيس قسم الدراسات الجغرافية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الراحل محمد المنوّر بـ”فقيد الثقافة الأمازيغية”، مضيفا أن “تمكّنه وإتقانه للغة الأمازيغية مكنه من فك مجموعة من رموز المجال الذي تسود فيه الثقافة الأمازيغية؛ ورغم تغير المصطلحات مع الوقت ظل يستعمل الأصلية منها، لتمَكُّنه من اللغة”.

ولاحظ بنطالب، في سياق حديثه ضمن ندوة نظّمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بقاعة خوان غويتيسولو بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الخامسة والعشرين، تركيز كتابات المنور على المجالات الهامشية بالمغرب التي تندُرُ فيها المادة المصدرية، مقدَّما مثالا بتقديم تناوله “الجنوب الشرقي” قيمة مضافة علميا بشكل عام وتاريخيا بشكل خاص، “نظرا لقدرته وحرصه على ربط الماضي بالحاضر وإدخال الوضعية الراهنة؛ لأن الحاضر نتيجة للماضي”.

وأشار المتحدّث إلى قدرة الكاتب الراحل “على المزج بين مقاربات متعددة، من السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا إلى اللسانيات”، مركّزا على قدرته على “دراسة تفاعل الإنسان مع المجال خلال فترة زمنية طويلة، والبحث في مختلف التفاعلات المجالية والبشرية والثقافية في الجنوب الشرقي”.

وذكّر بنطالب بتناول محمد المنور “موضوع المرأة الذي أغفلته الكتابات التاريخية في مجال التدخل الأجنبي بالمنطقة”، وبحثه في “التراث المادي واللامادي بمنطقة الجنوب الشرقي”، واسترسل موضّحا أن قارئ كتب الراحل يلمس فيها “القيم الثقافية الأمازيغية بشكل عام، وتقديمه خدمات جليلة لها، وخصوصا لمنطقة الجنوب الشرقي”.

من جهته تحدّث محمد أيت حمزة، وهو أكاديمي متقاعد متخصّص في الجغرافيا، ومدير سابق لمركز الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية، عن ملازمته الراحل منذ كانا في المدرسة الابتدائية إلى أن وافته المنيّة، مضيفا أن تطوّرهما في الزمان والمكان لم يبدّلهما رغم سنين العيش في المدينة؛ موضحا: “لأن الذاكرة كانت تعود إلى المقام الذي نشأنا فيه وتربينا فيه، حتى أصبحنا ربما خارج التاريخ فيها”.

ويبيّن المتحدّث أن محمد المنور كان ابن قرية أمدنا بدادس، وكانت لغته الفرنسية منيعة وكذلك لغته العربية، وبعد اكتشافه “عالم الآخر ولغته” أحس وكأنّه ينقطع عن جذوره فعاد إلى اللغة الأمازيغية وأصبح شاعرا وأنثروبولوجيا وقام بمسح مجموعة من العلوم الإنسانية بحماس وجد، إلى حد المطالبة بدسترة الأمازيغية أو الموت في أحد كتبه.

الراحل كان إداريا محنّكا دون التخلي عن صفته الثقافية، حسب صديقه، وقد استطاع تحضير دبلوم في التاريخ وإجازة في العلوم السياسية وأطروحة الدولة في التاريخ، وتأثّرت كتابته ببعض تقلبات حياته؛ فعندما كان في وزارة السياحة عاش مشاكل أثّرت في نفسيته، لتربية الاستقامة والعمل دون كلل، ففجّر ذلك في الكتابة.

ورأى محمد موخليص، أستاذ مبرّز في الفرنسية وكاتب في الشأن الأمازيغي، أن الراحل محمد المنور “كان مناضلا في الظل، وأمازيغيا واقفا رفض الانصياع للإدارة وقاوم الفساد”.

وصنّف موخليص الكاتب الراحل ضمن جزء من المثقفين والكتاب الأمازيغ باللغة الفرنسية الذين كان أولهم محمد خير الدين، وصولا إلى أحمد بوكوس، مدير المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وروايته الأخيرة “تانيت”، وهم المنتمون إلى “المجال الهوياتي الأمازيغي بتعبير فرنسي، لا إلى أدب مغاربي بلغة فرنسية”.

“في وقت دمر الاستعمار بنياتنا الاجتماعية وقتل الرجال، كان الحل بالنسبة للمتحدثين بالأمازيغية هو المدرسة”، وفق المتحدّث، الذي ذكر أن إعدادية صفرو الأمازيغية كان يدرس فيها المتحدًثون بالأمازيغية من إيمنتانوت إلى تاهلة، وهي المدرسة التي درس فيها الراحل محمد المنور، قبل أن يصبح منزله “زاوية” في المدينة لمساعدته مجتمعه باستمرار، مشيرا إلى وصول الراحل “متأخّرا قليلا” إلى مجال الإبداع الأدبي رغم أن اهتمامه الهوياتي والثقافي كان قديما.


مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *