الرئيسية يساعة 24 آيت ملول: التحرش والتعنيفَات .. إكراهات تعيق مسارات التمدرس

آيت ملول: التحرش والتعنيفَات .. إكراهات تعيق مسارات التمدرس

كتبه كتب في 18 أبريل 2016 - 14:30

أكادير تيفي_

آمال كبيرة عُلّقت على مشروع إحداث “الثانوية التأهيلية عمر بن الخطاب” بحي أكدال وسط آيت ملول، سرعان ما تبخّرت منذ نحو سنة، بعد توقف الأشغال في بناء هذا المرفق التربوي ذي الأهمية البالغة بالنسبة إلى تلميذات وتلاميذ أحياء متعدّدة بآيت ملول، الذين يُعانون من تبعات ظواهر اجتماعية وتربوية، تؤثر، بلا شك، في مسارهم الدراسي، ومستوى تحصيلهم العلمي.

فتلميذات وتلاميذ أحياء أركانة، أكدال، مولاي عمر، أسايس، إريزي، المسيرة، الهدى، الحي الصناعي وغيرها، يجابهون مخاطر التحرشات، والسطو على ما يحوزونه، بفعل اضطرارهم إلى التنقل بعيدا إلى ثانوية واد سوس، مارّين وسط غابة “الإذاعة”، إحدى النقط السوداء بالمدينة، وخاصة بالنسبة لتلاميذ حي أركانة والحي الصناعي، بالإضافة إلى خطورة الطريق الوطنية رقم 1 التي توجد على إحدى جنباتها المؤسسة التعليمية المستقبِلة.

عثمان، تلميذ بمستوى الثالثة إعدادي، واحد ممن اضطرّت أسرته إلى تنقيله صوب إحدى المؤسسات الخاصة، بعد أن تحولت مغادرة ابنها نحو الثانوية إلى كوابيس يومية من كثرة التخوّف من تعرضه إلى مكروه، وسط غابة “الإذاعة”، لاسيما وأنه سبق وأن اعترض سبيله مجهولون سطوا على هاتفه المحمول تحت التهديد بسلاح أبيض حينما كان مُتّجها، قبل شهرين، إلى المؤسسة ذاتها، “فبصم ذلك في ذاكرتي، مما جعلني أنقطع لأزيد من شهر عن الدراسة”، يقول التلميذ عثمان.

الحسين أبودرار، أب لتلميذتين التحقتا هذه السنة بالسلك الإعدادي، يحكي لهسبريس أن هاجس الطريق والتحرشات والاعتداءات بات يؤرق بال أسرته، اعتبارا لبعد المؤسسة الإعدادية عن محل سكناه الكائن بحي مولاي عمر، مما “جعلني، مرارا، أُفكر في فصلهما عن الدراسة”، يقول الحسين، مضيفا أن خبر إحداث مؤسسة جديدة وقريبة راج بين الآباء، دفعه إلى تعليق الآمال عليها، والعدول عن فكرة فصل ابنتيه عن دراستهما.

ولم تختلف آراء كل الآباء الذين التقتهم هسبريس بآيت ملول حول حضور هواجس التحرشات بالتلميذات، والبعد، وأخطار الطريق، حيث أوردت عائشة البوزيدي، المنحدرة من إحدى المناطق النائية بجبال اشتوكة آيت باها، والتي يدرس ابنها بالسنة السادسة ابتدائي، أن الأسرة اتفقت على تدبّر منزل للكراء بحي “تنمل”، رغم بساطة دخل زوجها، والغاية من ذلك، وفقا للمتحدثة، تجاوز متاعب بعد المؤسسات التعليمية بالمجال القروي، “إلا أنني اكتشفت أن المعاناة ذاتها تُلاحقنا وسط مدينة آيت ملول، ويزيد من ذلك ضعف البنية الجسدية للأبناء، ما يجعلنا مُجبرين على مرافقتهم من وإلى الإعدادية”.

زكرياء بوعشرين، رئيس جمعية “الخير” للأعمال الاجتماعية بآيت ملول، أورد، في تصريح لهسبريس، أن عدة أحياء تشهد تزايدا ديمغرافيا متواصلا، جعل المؤسستين الإعدادية والتأهيلية “واد سوس والمعرفة” تشهد اكتظاظا وصل مداه في الآونة الأخيرة، مما يدفع الإدارة التربوية إلى توجيه التلاميذ الجدد صوب مؤسسات أخرى، بأحياء بعيدة جدا، يحمل الوصول إليها مخاطر أعظم على التلميذات والتلاميذ.

وزاد الفاعل الجمعوي أن لقاءات عُقدت، ومراسلات عديدة وُجّهت إلى كافة المسؤولين محليا وإقليميا وجهويا، بعد أن تفاجأت ساكنة الأحياء المتضررة بتوقف أشغال بناء الثانوية التأهيلية “عمر بن الخطاب”، وسط حي أكدال، أشهرا قليلة بعد بدئها، وكانت آمال الساكنة مُعلقة على هذا المشروع، لما سيكون له من انعكاس ايجابي على ظروف تعلّم المئات من التلميذات والتلاميذ، إلا الأشغال توقّفت عند حدود 40 في المائة فقط، فتحول المشروع إلى أطلال، يقول بوعشرين، الذي أضاف بنظرة تشاؤمية أن الأفق مسدود، وأن “كل الوعود التي تلقتها الجمعيات المحلية، التي ترافعت في هذا الملف، ما هي إلا ذر للرماد في العيون”.

مشروع ثانوية “عمر بن الخطاب” الـتأهيلية بآيت ملول، خُصّصت له ميزانية فاقت مليار سنتيم، لصاحبته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإنزكان آيت ملول، حيث كان منتظرا أن تفتح أبوابها خلال الموسم الدراسي 2015/2016، وفقا لمعلومات حصلت عليها هسبريس، إلا أن مباشرة عملية البناء، قبل صدور مرسوم نزع الملكية بالجريدة الرسمية، أعقبه نزاع للورثة على البقعة الأرضية، دفعهم إلى تقديم تعرض في الموضوع، تسبب في توقف الأشغال التي وصلت 40 في المائة.

مسؤولون بمصلحة التخطيط والبنايات والتجهيز بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بإنزكان اكتفوا بالرد على سؤال هسبريس حول المؤسسة التعليمية المتوقفة الأشغال بها منذ أزيد من سنة، بأن الأمر بيد القضاء، بمحكمة الاستئناف الإدارية بمراكش، مضيفين أن اختيار البقعة كان ضمن لجنة مختلطة، وأنها تدخل ضمن تصميم التهيئة بآيت ملول.

وفي المقابل، أورد المسؤولون أنفسهم أن مشروع إعدادية “الخليل ابن أحمد”، قد أعطيت انطلاقة الأشغال به بحي “أكدال”، بمبلغ مالي تجاوز 7 ملايين درهم، “مما سيُعزز العرض التربوي ويُخفف من بعض المشاكل التي تواجه المتعلمات والمتعلمين الملتحقين بالسلك الإعدادي”.

رشيد بيجيكن/هيسبريس

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *