يتداول أمازيغ شمال أفريقيا كثيرا كلمة “أزول”، وهي كلمة تفيد التحية باللغة الأمازيغية، ويلقيها الأفراد عند لقاء بعضهم البعض.
في عصر تكنولوجيا الاتصالات، انتشرت “أزول” على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب الكبير، وأصبحت معروفة عند عامة سكان شمال أفريقيا، لكن كثيرين لا يعرفون أصلها ولا المعنى الحقيقي الذي تحمله.
هذه الجذور التاريخية للفظ “أزول”:
من القلب..
يؤكد نشطاء أن لكلمة “أزول” جذورا تاريخية في الأمازيغية القديمة، إذ يرى بعض المهتمين بالثقافة الأمازيغية، كالناشط سي واعلي محند أمزيان، ابن مدينة بجاية، شرقي الجزائر.
وفي حديث لـ”أصوات مغاربية” أوضح هذا الناشط أن “أزول” مكونة من كلمتين، الأولى “سغ” والتي تعني “من”، والثانية “أول”، والتي تعني القلب، ليكون المعنى المراد مجملا “من القلب”.
أما عن دمج اللفظين في كلمة أزول، فيرى محند أمزيان أنه يرجع إلى تطور لسان الشعوب المغاربية، الذي أصبح يميل تدريجيا نحو الخفة والجمع.
“صباح الخير عندنا بالدارجة الجزائرية أصبحت آخير، وهذا دليل ما أقول” يردف هذا الناشط الذي يرأس جمعية للحفاظ على التراث الأمازيغي بمنطقة وادي الصومام التاريخية.
أمازيغ الطوارق
هذه الفرضية “لا تقوم على أسس علمية” بحسب الباحث في اللسانيات مصطفى جرايدي، الأستاذ السابق في جامعة الجزائر.
إذ يرى هذا الأكاديمي أن البحوث العلمية التي تناولت “أزول” بالدراسة، تجتمع في كونها استمرارا للأمازيغية القديمة، التي كانت تنتشر وما زالت عند الطوارق (قبائل أمازيغية)، المتواجدين بالهقار، في أقصى الجنوب الجزائري وقبائل صنهاجة بموريتانيا.
وفي حديث لـ”أصوات مغاربية” كشف المتحدث أن معظم البحوث التاريخية أكدت أن الطوارق يُسمُّون التحية “تاهولت”، وهي الكلمة نفسها التي تتداول عند أمازيغ الشمال من تونس للجزائر ثم المغرب الأقصى لكن مع اختلاف طفيف “لا يغير المعنى”.
“الفرق الوحيد بين أمازيغ الشمال والجنوب هو حرف الزين والهاء، وهو ما جعل كلمة “آهول” تتحول لـ”آزول” عند انتقالها من الجنوب إلى الشمال.
ويتابع هذا الباحث، “أمازيغ الطوارق يقولون مثلا نحن أماهيغ، في حين ينطقها أهل الشمال أمازيغ”
وبهذا الطرح، ينضم محدثنا للرّأي القائل بأن الكلمة ليست مستحدثة، وإنما تجد لها جذورا عميقة في تاريخ الأمازيغ.