الرئيسية يساعة 24 التحية الأمازيغية “أزول”.. تعرف على أصلها ومعناها

التحية الأمازيغية “أزول”.. تعرف على أصلها ومعناها

كتبه كتب في 10 أغسطس 2018 - 11:25

يتداول أمازيغ شمال أفريقيا كثيرا كلمة “أزول”، وهي كلمة تفيد التحية باللغة الأمازيغية، ويلقيها الأفراد عند لقاء بعضهم البعض.

في عصر تكنولوجيا الاتصالات، انتشرت “أزول” على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب الكبير، وأصبحت معروفة عند عامة سكان شمال أفريقيا، لكن كثيرين لا يعرفون أصلها ولا المعنى الحقيقي الذي تحمله.

هذه الجذور التاريخية للفظ “أزول”:

من القلب..

يؤكد نشطاء أن لكلمة “أزول” جذورا تاريخية في الأمازيغية القديمة، إذ يرى بعض المهتمين بالثقافة الأمازيغية، كالناشط سي واعلي محند أمزيان، ابن مدينة بجاية، شرقي الجزائر.

وفي حديث لـ”أصوات مغاربية” أوضح هذا الناشط أن “أزول” مكونة من كلمتين، الأولى “سغ” والتي تعني “من”، والثانية “أول”، والتي تعني القلب، ليكون المعنى المراد مجملا “من القلب”.

أما عن دمج اللفظين في كلمة أزول، فيرى محند أمزيان أنه يرجع إلى تطور لسان الشعوب المغاربية، الذي أصبح يميل تدريجيا نحو الخفة والجمع.

“صباح الخير عندنا بالدارجة الجزائرية أصبحت آخير، وهذا دليل ما أقول” يردف هذا الناشط الذي يرأس جمعية للحفاظ على التراث الأمازيغي بمنطقة وادي الصومام التاريخية.

أصل كلمة “أزول”

أمازيغ الطوارق

هذه الفرضية “لا تقوم على أسس علمية” بحسب الباحث في اللسانيات مصطفى جرايدي، الأستاذ السابق في جامعة الجزائر.

إذ يرى هذا الأكاديمي أن البحوث العلمية التي تناولت “أزول” بالدراسة، تجتمع في كونها استمرارا للأمازيغية القديمة، التي كانت تنتشر وما زالت عند الطوارق (قبائل أمازيغية)، المتواجدين بالهقار، في أقصى الجنوب الجزائري وقبائل صنهاجة بموريتانيا.

وفي حديث لـ”أصوات مغاربية” كشف المتحدث أن معظم البحوث التاريخية أكدت أن الطوارق يُسمُّون التحية “تاهولت”، وهي الكلمة نفسها التي تتداول عند أمازيغ الشمال من تونس للجزائر ثم المغرب الأقصى لكن مع اختلاف طفيف “لا يغير المعنى”.

“الفرق الوحيد بين أمازيغ الشمال والجنوب هو حرف الزين والهاء، وهو ما جعل كلمة “آهول” تتحول لـ”آزول” عند انتقالها من الجنوب إلى الشمال.

ويتابع هذا الباحث، “أمازيغ الطوارق يقولون مثلا نحن أماهيغ، في حين ينطقها أهل الشمال أمازيغ”

وبهذا الطرح، ينضم محدثنا للرّأي القائل بأن الكلمة ليست مستحدثة، وإنما تجد لها جذورا عميقة في تاريخ الأمازيغ.

أمازيغ صنهاجة

وتناولت العديد من المؤلفات أصل ومعنى كلمة “أزول”، مثل كتاب “لقمان البربر” (1889)، للمؤلف ريني باسات (René Basset)، الفرنسي الذي شغل منصب مدير كلية اللغات بجامعة الجزائر، أيام الاحتلال الفرنسي.

وذكر هذا المهتم بالموروث الثقافي لأمازيغ الشمال الأفريقي، أن كلمة “أزول”، تعني السلام، وقد دخلت شمال أفريقيا عن طريق الاختلاط مع قبائل صنهاجة في موريتانيا، الذين كانوا يلفظون الكلمة بالثاء عوض حرف “الزاي”، أي أنهم كانوا يقولون “أثول”.

ولئن اختلف في أصل كلمة “أزول” هل جاءت من قبائل صنهاجة في موريتانيا أم من قبائل الطوارق بالهقار الجزائري، إلا أن الجميع يتفق في كونها تحية سلام، يفشيها الأمازيغ بينهم عند اللقاء كما الفراق.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *