الرئيسية مواقف وأراء ليلة القدر والتزود بـ”الطاقة السنوية”

ليلة القدر والتزود بـ”الطاقة السنوية”

كتبه كتب في 11 يونيو 2018 - 23:27

بسم الله الرحمان الرحيم 《 إنا أنزلناه في ليلة القدر – و ما أدراك ما ليلة القدر – ليلة القدر خير من ألف شهر – تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر – سلام هي حتى مطلع الفجر 》صدق الله العظيم.

من أجمل ما قد تسمعه عن هذه الليلة المباركة ما قاله الدكتور و العالم علي منصور الكيالي، حيث اعتبر أن فيها يوزع الملائكة الكرام الطاقة السنوية التي يحتاجها الإنسان في حياته. فالإنسان يحتاج إلى طاقة يومية يحصل عليها من الصلوات الخمس، و يحتاج إلى طاقة سنوية يحصل عليها في ليلة القدر و طاقة واحدة في العمر، يحصل عليها بأداء فريضة الحج. كما أنه ميز بين الأوقات التي توزع فيها هذه الطاقات، إذ أن الطاقة اليومية لا تتعارض مع ضوء النهار لأن الصلوات الخمس المفروضة تقع في الفترة الضوئية لليوم من بداية الضوء عند الفجر و حتى نهاية الضوء عند صلاة العشاء. و طاقة الحج يحصل عليها الحاج في الليل و النهار، لكن الطاقة السنوية في ليلة القدر تتعارض مع ضوء النهار. لذلك يتوقف الملائكة الكرام عن توزيع هذه الطاقة التي هي الروح عند وصول أشعة الفجر 《 سلام هي حتى مطلع الفجر 》. كما أكد على كون طاقة هذه الليلة العظيمة من طاقة القرآن الكريم لأنه أنزل فيها.

و من أروع ما قد تقرؤه في معاني هذه الآيات الكريمة، ما كتبه الباحث و المفكر الإسلامي محمد شحرور في كتابه “الكتاب و القرآن – رؤية جديدة”: لقد تم جعل القرآن و إنزاله عربيا على دفعة واحدة. و هذا ما حصل في ليلة القدر حين قال تعالى 《 إنا أنزلناه في ليلة القدر 》، أي أصبح قابلا لأن يدرك من قبل الإنسان. و بما أنه في ليلة القدر تم إشهار القرآن، فقد قال:《 ليلة القدر خير من ألف شهر 》، و لك أن تذهب بكلمة شهر إلى أنها من الشهرة و الإشهار القانوني الملزم للبيع والشراء. و لا يلزمك أن تفهم “الألف” على أنها عدد، بل جاؤت من فعل “ألف” و هو ضم الأشياء بعضها إلى بعض بشكل منسجم، منه جاءت الألفة و الإيلاف و التأليف. أي أن إشهار القرآن خير من كل الإشهارات الأخرى مؤلفة كلها بعضها مع بعض.

بين هذه الرؤية و تلك، لا يسعنا إلا أن نشكر الله تعالى على فضله العظيم و رحمته الواسعة على أن جعل لنا هذه الليلة المباركة لنتزود من طاقتها النورانية و نجعلها نقطة بداية جديدة في حياتنا .. و أقول و الله تعالى أعلم، أنه حين نصل إلى ذلك المستوى الروحاني الذي نقدر فيه الله حق قدره .. آنذاك ستكون كل ليالينا ليالي “قدر” لله عز و جل ..

عفا الله عنا و إياكم في هذه الليلة المباركة

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *